4life
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو
معنا
أو التسجيل ان لم تكن عضوا
وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

4life
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو
معنا
أو التسجيل ان لم تكن عضوا
وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
4life
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وفاة نور الدين محمود ـ مجدد الجهاد المقدس

اذهب الى الأسفل

وفاة نور الدين محمود ـ مجدد الجهاد المقدس Empty وفاة نور الدين محمود ـ مجدد الجهاد المقدس

مُساهمة من طرف زائر الخميس سبتمبر 04, 2008 6:00 am

الزمان / الأربعاء 11 شوال – 569هـ

المكان / دمشق ـ الشام.

الموضوع / وفاة نور الدين محمود ـ قسيمة الدولة الشهيد.

الأحداث /

مفكرة الإسلام : هناك رجال في تاريخ الأمة المسلمة يمثلون نقاط فارقة في مسار الأحداث يكون وجودهم بمثابة النقلة بين عصرين وعهدين مختلفين سواءًا كان على المستوى العلمي أو العملي، هؤلاء الرجال هم مشاهير هذه الأمة وفخرها بين الأمم بهم تتباهى على من سلف وبهم ترقى إلى قيادة البشرية وبهم بعد فضل الله وحده تحقق الكثير من الإنجازات، ولعل شهرة هؤلاء تكفي في كونهم قد جددوا ما اندرس من مقومات النجاح لهذه الأمة لذلك فهم أحق الناس بوصف المجددين، وصفحتنا هذه لواحد من هؤلاء المجددين من هذه الأمة.

هو السلطان الكبير والملك العادل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي التركي السلجوقي الملقب بالقسيم بن القسيم والملقب أيضًا بالشهيد بن الشهيد أمير الشام وسلطانها وفاتح مصر وأعملاها ومزيل الفاطمين وبدعها الذي قيضه الله عز وجل في هذه الفترة العصبية من حياة الأمة المسلمة التي كانت تعاني من كيد أعدائها وعجز أبناءها وتفرق الصف المسلم وكثرة الصراعات الداخلية والميل للجدل النظري والفلسفة العقيمة وانتشار الرفض والبدع بين المسلمين فأراد الله عز وجل بهذه الأمة خيرًا فأرسل لها هذا الرجل بمثابة هدية ومنحة ربانية.

ولد نور الدين محمود في 17 شوال سنة 511 هـ وكان أبوه عماد الدين زنكي صاحب الموصل وحلب وأول من حمل راية الجهاد ضد الصليبيين فنشأ نور الدين في كفالة هذا المجاهد الكبير فتعلم القرآن والفروسية والرماية فنشأ شهمًا شجاعًا ذا همة عالية وقصد صالح وحرمة وافرة وديانة بينة، فلما قتل عماد الدين زنكي سنة 541 هـ وهو محاصر قلعة جعبر أخذ نور الدين خاتمه من يده ولبسه هو دليلاً على أنه سيحمل راية الجهاد من بعد أبيه.

عندما تولى نور الدين الأمر عمل على جبهتين جبهة داخلية عمل فيها على توحيد بلاد الشام تحت راية خاصة مدينة دمشق حاضرة الشام وحصن الإسلام بها لضعف حكامها واستعانتهم بالصليبيين أحيانًا كثيرة، وبالفعل استطاع ضمها سنة 549 هـ ووسّع أملاكه في بلاد الجزيرة والشام، أما في الجبهة الخارجية فعمل على التصدي للصليبيين وطردهم من الكثير من الحصون والبلاد والمعاقل المنيعة وأعاد أكثر من خمسين بلدًا وحصنًا لدولة الإسلام وكسر ملوك الصليبيين عدة مرات وأسر كبيرهم الذي افتدى نفسه بفدية هائلة وأقسم ألا يحارب نور الدين محمود بعدها.

ورغم اشتغال نور الدين محمود معظم حياته بالجهاد ضد الصليبيين إلا أنه كان يعمل على راحة المسلمين وتوسيع بلادهم فبنى المساجد والمدارس ووسّع الطرق والأسواق ووضع المكوس وأعطى أموالاً كثيرة للأعراب ليمتنعوا عن الإغارة على الحجيج، وبنى بدمشق مارستانًا منقطع النظير لم يرى مثله في الشام، وجعله وقفًا على الفقراء والمساكين به من الأدوية التي يعز وجودها إلا فيه حتى قيل أن النار لم تنطفئ فيه مئات السنين، ورتب الخضراء في الأماكن المخوفة، ولما اتسع ملكه أدخل نظام الحمام الهوادي لنقل الأخبار والرسائل بسرعة، وبنى دارًا للعدل كان يجلس فيها بنفسه مرتين في الأسبوع ولا يحجب دونه أحداً قويًا كان أو ضعيفًا فيخاطب الناس بنفسه ويسمع كلامهم وشكواهم وكان السر وراء بناءها أن كبيرًا امرأته أسد الدين شيركوه قد اتسعت أملاكه وإقطاعاته وقام نوابه بظلم جيرانهم، ولم يكن أحد يقوى على استعداء والانتصاف من أسد الدين لمكانه عند نور الدين فبنى نور الدين هذه الدار من أجل ذلك وشعر أسد الدين أن هذه الدار ما بنيت إلا لأجله فجمع نوابه، ونهاهم عن ظلم أي أحد فامتنع الجميع عن الظلم، وأوقف نور الدين أوقافًا كثيرة على الأيتام والأرامل والمجاورين للحرمين والمحاويج وأصحاب العاهات والمدرسين الذين يعملون بالقراءة والكتابة.

أما عن صفاته رحمه الله فقد كان محافظًا على الصلوات في الجماعات كثير التلاوة محبًا لفعل الخيرات عفيف البطن والفرج مقتصدًا في الإنفاق على نفسه وعياله حتى قيل أن أدنى الفقراء في زمانه أعلى منه نفقة، ولم يسمع منه كلمة فحش قط في غضب ولا في رضى صموتًا وقورًا قال ابن الأثير [لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الأمير نور الدين ولا أكثر تحريًا للعدل والإنصاف منه] وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانم فكان يقتات منها، واستفتى العلماء في ما يحل له من بيت المال فكان يتناوله ولا يزيد عليه شيئًا أبدًا.

كان نور الدين محبًا للعلم والعلماء وكان فقيهًا على مذهب أبي حنيفة وسمع الحديث وأسمعه وكان يحب الصالحين ويعظمهم وبنى بدمشق دارًا لاستماع الحديث وإسماعه وكان شديد الهيبة وقورًا ولا يستطيع أن يجلس بين يديه إلا بإذنه وكان أسد الدين شيركوه ومجد الدين بن الداية من كبار الأمراء لا يستطيعون أن يجلسوا إلا بإذنه وإذا دخل عليه أحد من الفقهاء والعلماء قام له ومشى خطوات وأجلسه معه على سجادته في وقار وسكون ويقول عنهم [هؤلاء جند الله وبدعائهم نُنصر على الأعداء] ، وكان شديد الاتباع للحديث النبوي سمع جزءًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم وفيه [خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدًا سيفه] فتعجب من تغيير عادات الناس في ذلك فأمر جنوده أن يخرجوا جميعًا للقتال وهم متقلدي السيوف يريد الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان مواظبًا على قيام الليل مدمنًا له حتى أنه رتب من يضرب بالطبول في أوقات الثلث الأخير من الليل ليوقظ المتهجدين للصلاة وكان شديد التأثر بالمواعظ مستجيبًا لمن ينصحه وينكر عليه، أنشده أبو عثمان الواعظ أبياتًا في عاقبة الظلم عندما سمعها نور الدين بكى بكاءًا شديدًا وأمر بعدها بوضع المكوس عن جميع البلاد وأمر الوعاظ والأئمة أن يستحلوا له رعيته فيما أخذ منهم وأنه كان لصالح قتال الصليبيين وكان نور الدين متواضعًا لله عز وجل لا يرى لنفسه فضلاً ولا منزلة قال له يومًا صديقه الفقيه قطب الدين النيسابوري [بالله يا مولانا لا تخاطر بنفسك فإنك لو قتلت قتل جميع من معك وأخذت البلاد وفسد حال المسلمين] فقال له نور الدين [اسكت يا قطب الدين فإن قولك إساءة أدب على الله ومن هو محمود؟ من كان يحفظ الدين والبلاد قبلي غير الذي لا إله إلا هو؟ ومن هو محمود] وكان نور الدين يقول في سجوده [اللهم ارحم المكاس العشار الظالم محمود الكلب؟].

أما عن شجاعته فإنه لم ير على ظهر فرس قط أشجع منه ولا أثبت منه تمامًا مثل والده عماد الدين زنكي أشجع أهل زمانه، وكان حسن اللعب بالكرة [لعبة البولو الآن] وكان يضرب الكرة بعصاه ثم يسوق ورائها ويأخذها بيده قبل أن تهوي على الأرض، ولقد عاتبه بعض الصالحين على لعبه بالكرة فقال له [إنما الأعمال بالنيات وإنما أريد بذلك تمرين الخيل على الكر والفر وتعليمها ذلك ونحن لا نترك الجهاد]، وكان صبورًا في الحرب يقول عن نفسه [قد تعرضت للشهادة غير مرة فلم يتفق لي ذلك ولو كان فيخير ولي عند الله قيمة لرزقنيها والأعمال بالنية].

أما عن شهادة العدو في حقه فلقد سمع أحد المسلمين الذين دخلوا القدس لزيارة جنود الصليبيين وهم يتحدثون فيما بينهم يقولون [إن القسيم بن القسيم [يعني نور الدين] له مع الله سر فإنه لم يظفر علينا بكثرة جنده وجيشه، وإنما يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلاة الليل فإنه يصلي لله ويرفع يده إلى الله يدعو فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر علينا].

أما عن أهم أعماله الجهادية فإنه قد استطاع أن يفتح حوالي نيفاً وخمسين مدينة وحصناً كانت في أسر الصليبيين وكسرهم مرات عديدة ومن أهم أعماله أيضًا قيامه بإرسال أسد الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي لفتح مصر قرابة هجمة الصليبيين عنها وهذا ما مهد السبيل لإزالة الدولة الفاطمية الخبيثة التي استمرت بمصر قرابة القرنين وزيادة من الزمان كالسرطان المشترى في جسد الأمة المسلمة وأزال شعار الرفض من مصر والشام، وكان لنور الدين من مسألة القدس أمر تنوء بحمله الجبال فقد كان مهتمًا بأمر القدس بصورة شغلت كل تفكيره وعيشه ولقد اطلع في صغره على تفسير ابن برجان الأندلسي والذي استنبط فيه من تفسير سورة الروم أن فتح بيت المقدس سيكون سنة 583هـ فتاقت نفسه لئن يكون هو الفاتح فشرع في عمل منبر من أعظم المنابر حجمًا وصناعة كي يوضع في المسجد الأقصى عند فتح القدس واستمر يصنع فيه قرابة الخمس سنوات وأمله وحلمه أن يرى هذا المنبر داخل المسجد الأقصى، والناس من حوله يتعجبون من هذا الذي يصنع منبرًا لمسجد أسير، ولكن حلمه وأمله لم يتحقق ذلك لأنه أصيب بمرض الخوانيق [الدفتريا] ومات رحمه الله في 11 شوال سنة 569 هـ بدمشق عن عمر يناهز الثامنة والخمسين من عمره الذي قضاه بأسره بين جهاد وصلاة وعلم وصدقة وبر وتقوى فكان رحمه الله كما قيل فيه:

جمع الشجاعة والخشوع لديه ما أحسن الشجعان في المحراب

ومما يبرهن على أن هذا الدين يحمله رجال وهذه الأمة لا ينصلح حالها إلا بأمثال هؤلاء الرجال انظر ماذا حدث بعد وفاته رحمه الله مباشرة فلقد اختلفت الأمراء من بعده وظهرت الشرور وكثرت الخمور وقد كانت لا توجد في زمانه، وانتشرت الفواحش وظهرت حتى أن ابن أخيه سيف الدين غازي صاحب الموصل لما تحقق موته، وكان يبغضه لكون نور الدين يردعه عن أفعاله السيئة نادى مناديه بالمسامحة باللعب واللهو والشراب والسكر والطرب ومع المنادي دف وقدح ومزمار وتحقق فيهم قول الشاعر :

ألا فاسقني خمرًا وقل لي هي الخمر ولا تسقني سرًا وقد أمكن الجهر

ولا عزاء للرجال ويا حسرة على أمة الإسلام بفقد رجالها.

زائر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى