الكلم الطيب ( الجزء الأول )

فضل التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير في كل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، و كتبت له مئة حسنة و محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي و لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه " رواه البخاري و مسلم

و عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من قال سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر ".

و عنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن ، سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم " رواه البخاري و مسلم.

و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن أقول سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس" خرجه مسلم.

و قال سمرة بن جندب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أحب الكلام إلى الله تعالى أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر" خرجه مسلم .

و عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم، فقال: " أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟" فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال : " يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة ". خرجه مسلم

عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم، خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح و هي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى و هي في جالسة؛ فقال : " أمازلت على الحال التي فارقتك عليها؟" فقالت نعم. فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن ، سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضى نفسه سبحان الله مداد كلماته". خرجه مسلم.

و عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على امرأة بين يديها نوى أو حصى تسبح بها فقال :" ألا أخبرك بما هو ايسر عليك من هذا أو أفضل. فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء و سبحان الله عدد ما خلق في الأرض و سبحان الله عدد ما هو خالق و الحمد لله مثل ذلك و الله أكبر مثل ذلك و لا حول و لا قوة إلا بالله مثل ذلك". خرجه أبو داود و الترمذي و قال : حديث حسن.

و عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن أعرابيا جاء النبي صلى الله عليه و سلم، فقال يا رسول الله علمني كلمات أقولهن. قال : قل " لا إله إلا الله وحده لا شريك له و الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله رب العالمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العزيز الحكيم". قال : اللهم أغفر لي و ارحمني و أهدني و عافني و ارزقني". فلما ولى الأعرابي قال النبي صلى الله عليه و سلم " لقد ملأ يديه من الخير " خرجه مسلم.

و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم " لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال لي: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام و اخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان و أن غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر " قال الترمذي حديث حسن.

و عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم :" ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة"؟ فقلت: بلى يا رسول الله. قال " قل لا حول و لا قوة إلا بالله " متفق عليه.

ذكر الله تعالى طرفي النهار:

قال الله تعالى:" يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا (41) و سبحوه بكرة و أصيلا " الأحزاب 41. و قال تعالى " و أذكر ربك في نفسك تضرعا و خفية و دون الجهر من القول بالغدو و الآصال و لا تكن من الغافلين " الأعراف 205. و قال تعالى (سبح بحمد ربك بالعشي و الأبكار) غافر 55. و قال تعالى: ( و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدواة و العشي يريدون وجهه ) الأنعام 52. و قال تعالى ( فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة و عشيا ) مريم 11. و قال تعالى " و من الليل فسبحه و أدبار النجوم " الطور 49 و قال تعالى: " فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون " الروم 17. و قال تعالى :" و أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات " هود 114.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه و سلم من قال حين يصبح و يمسي: سبحان الله و بحمده مائة مرة لم يأت يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه خرجه مسلم.

و خرج أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أمسيى قال :" أمسينا و أمسى الملك لله و الحمد لله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة و خير ما بعدها و أعوذ بك من شر ما في هذه الليلة و شر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل و سوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب النار و عذاب في القبر" و إذا أصبح قال ذلك أيضا " أصبحنا و أصبح الملك لله".

و قال عثمان بن عفان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ما من عبد يقول في صباح كل يوم و مساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

و قال عبد الله بن خبيب: خرجنا في ليلة ممطرة و ظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه و سلم ليصلي لنا فأدركنا فقال :" قل " فلم أقل شيئا. ثم قال :" قل " فلم أقل شيئا، ثم قال :" قل " فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: " قل هو الله أحد و المعوذتين حين تمسي و حين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء" خرجه أبو داود و النسائي و الترمذي و قال حديث حسن صحيح.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يعلم أصحابه يقول :" إذا أصبح أحدكم فليقل اللهم بك أصبحنا و بك أمسينا و بك نحيا و بك نموت و إليك النشور و إذا أمسى فليقل اللهم بك أمسينا و بك أصبحنا و بك نحيا بك نموت و إليك المصير " قال الترمذي حديث حسن صحيح.

و عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال " سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت و أرحمني فإنك أنت الغفور الرحيم. من قالها حين يمسي فمات في ليلته دخل الجنة، و من قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة ". خرجه البخاري.

و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت و إذا أمسيت قال قل : " اللهم عالم الغيب و الشهادة فاطر السماوات و الأرض رب كل شيء و مليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي و شر الشيطان و شركه". و في رواية " و أن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم . قله إذا أصبحت و إذا أمسيت و إذا أخذت مضجعك". قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

و عن ثوبان و غيره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" من قال حين يمسي و حين يصبح : رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا كان على الله أن يرضيه يوم القيامة". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

و عن أنس رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك و أشهد حملة عرشك و ملائكتك و جميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمد عبدك و رسولك . اعتق الله ربعه من النار و من قالها مرتين أعتق نصفه من النار و من قالها ثلاثا أعتق ثلاثة أرباعه من النار و من قالها أربعا أعتقه الله من النار ". و قال الترمذي حديث حسن صحيح.

و عن عبد الله بن غنام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد و الشكر فقد أدى شكر يومه و من قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته " خرجه أبو داود.

و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يدع هذه الدعوات حين يمسي و حين يصبح: " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا و الآخرة اللهم إني أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي و أهلي و مالي اللهم استر عوراتي و آمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" قال وكيع : يعني الخسف خرجه أبو داود و النسائي و ابن ماجه و قال الحاكم" صحيح الإسناد.

و عن طلق بن حبيب قال جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك. فقال ما احترق لم يكن الله ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي و من قالها آخر النهار لم تصيبه مصيبة حتى يصبح :" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير و أن الله قد أحاط بكل شيء علماً اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر الشيطان و شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم".

فيما يقال عند المنام :

قال حذيفة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن ينام قال :" باسمك اللهم أموت و أحيى " و إذا إستيقظ من منامه قال :" الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور " متفق عليه.

و عن عائشة، رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما قل هو الله أحد و المعوذتين، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، و يبدأ بهما أعلى رأسه و وجهه و ما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات، متفق عليه.

و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم جعله حارسا على الصدقة، فأتاه آت يحث من الصدقة فلما أمسكه، قال لا أعود فعلها ليلتين فلما كانت الليلة الثالثة قبض عليه و قال: لارفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن و تطلقني، و كان أبو هريرة حريصا على اكتساب العلم فقال: إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " إلى آخر الآية " و لا يئوده حفظهما و هو العلي العظيم ".

انك إذا قرأت هذه الآية لم يزل عليك من الله حافظ و لا يقربنك شيطان حتى تصبح. فلما أصبح أبو هريرة جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم. فقال له الرسول: هل تدري من تخاطب من ثلاث ليال؟ فقال أبو هريرة : إنه شخص لا أعرفه. قال النبي صلى الله عليه و سلم :" لقد صدق وهو كذوب إنه شيطان" رواه البخاري بهذا المعنى.

و عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليل كفتاه " متفق عليه. ( و هي آمن الرسول بما أنزل إليه ).

و قال علي رضي الله عنه ما كنت أرى أحد يعقل ينام قبل أن يقرأ الثلاث الأواخر من سورة البقرة " لله ما في السماوات و ما في الأرض" إلى آخر السورة

و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " إذا قام أحدكم من فراشه ثم رجع فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده و إذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي و بك أرفعه إن أمسكت نفسي فأرحمها و إن أرسلتها فأحفظها بما حفظت به عبادك الصالحين " متفق عليه. و في لفظ: " إذا استيقظ أحدكم فليقل الحمد لله الذي عافاني في جسدي و رد علي روحي و أذن لي بذكره".

و عن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها، أتت النبي صلى الله عليه و سلم

تسأل خادما فلم تجده و وجدت عائشة فأخبرتها قال علي فجاءنا النبي صلى الله عليه و سلم و قد أخذنا مضاجعنا فقال:" ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما فراشكما فسبحا ثلاثا و ثلاثين و احمدا ثلاثا و ثلاثين و كبرا أربعا و ثلاثين فإنه خير لكما من خادم " قال علي : فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول صلى الله عليه و سلم قيل له: و لا ليلة صفين؟ فقال و لا ليلة صفين. و قد قيل انه من حافظ على التسبيح و التحميد و التكبير عند نومه لم يصبه إعياء فيما يعانيه من عمل و نحوه.

و عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: " اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك " ثلاث مرات. خرجه أبو داود و قال الترمذي : حديث حسن صحيح.

و عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه قال:" الحمد لله الذي أطعمنا و سقانا و كفانا و آوانا، فكم ممن لا كافي له و لا مؤوى، خرجه مسلم.

و عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه أمر رجلاً إذا اخذ مضجعه أن يقول: " اللهم أنت خلقت نفسي و أنت تتوفاها لك مماتها و محياها إن احييتها فأحفظها و إن أمتها فأغفر لها اللهم إني أسألك العافية " قال ابن عمر سمعته من الرسول صلى الله عليه و سلم خرجه مسلم.

و عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله عليه و سلم " من قال حين يأوي إلى فراشه استغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه، و إن كانت مثل زبد البحر، و إن كانت عدد ورق الشجر و إن كانت عدد رمل عالج، و إن كانت عدد أيام الدنيا" قال الترمذي حديث حسن صحيح.

و قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم إنه كان يقول إذا أوي إلى فراشه: " اللهم رب السماوات و رب الأرض و رب العرش العظيم ربنا و رب كل شيء فالق الحب و النوى و منزل التوراة و الإنجيل و الفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء و أنت الآخر فليس بعد شيء و أنت الظاهر فليس فوقك شيء و أنت الباطن فليس دون شيء اقض عنا الدين و أغننا من الفقر " أخرجه مسلم.

و عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضؤك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن و قل: " اللهم أسلمت نفسي إليك رغبة و رهبة إليك لا ملجأ و لا منجى منك إلا إليك و ألجأت ظهري إليك و ألجأت ظهري إليك، أمنت بكتابك الذي أنزلت و بنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك مت على الفطرة و أجعلهن آخر ما تقول " متفق عليه.